ماذا يريد برشلونة من مدربه الجديد؟، هذا هو السؤال الأهم الذي يجب الإجابة عليه، قبل أن يتم اختيار هوية الرجل الذي سيتولى المسئولية خلفا لتشافي هيرنانديز في نهاية الموسم الجاري.
العديد من الأسماء المرشحة أمام إدارة خوان لابورتا بداية من هانز فليك، وتوماس توخيل، وبالطبع الحلم الكبير يورجن كلوب، وحتى لا ننسى الإيطالي روبرتو دي زيربي.
ولكن أولا يجب أن نفهم لماذا قرر تشافي المغادرة بشكل مفاجئ المنصب الذي يحلم به الكثيرين حول العالم؟.
أسطورة الرقم "6" في النادي الكتالوني رحل بسبب ضغط الصحافة والجماهير بسبب سوء الآداء أحيانا رغم التتويج بلقب الليجا الموسم الماضي، والأهم من ذلك تراجع النتائج هذا الموسم.
تشافي فشل هذا الموسم حتى الأن مع برشلونة، لعدم قدرة النادي على تحقيق طلباته بسبب الوضع المالي المتأزم، رغم بعض الأخطاء التي ارتكبها أحيانا في إدارة المباريات.
من معطيات رحيل تشافي، نكتشف إجابة السؤال ماذا تريد إدارة برشلونة من المدرب الجديد؟.. الإجابة باختصار "آداء ممتع، نتائج قوية وبطولات، القدرة على التأقلم مع الوضع المالي للنادي".
هذه الإجابة تعطي انطباع بأن الرجل المناسب لهذا المنصب هو بلا شك "يورجن كلوب" القادر على التعامل مع أي وضع متأزم قد يتواجد فيه، ولكن الصدمة أن المدرب الألماني لن يوافق على تدريب برشلونة.
كلوب "حلم لابورتا الكبير" أعلن وأصر بكل وضوح بأنه لن يتخلى عن قراره بالاستراحه لمدة عام على الأقل بعد سنوات من الضغوط مع ليفربول.
يبتقى في رحلتنا للتعرف على خلفية تشافي الثنائي توماس توخيل وهانز فليك، بالنظر لمسيرتهم الطويلة كمدربين، هل استطاعوا العمل في "بيئة قاتلة" مثل برشلونة، الإجابة هنا واضحة "لا"، ولن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك بسهولة.
وهنا يأتي اسم الإيطالي "دي زيربي" الذي تريده الإدارة بالتحديد بسبب كرته الممتعة مع برايتون، وقدرته على تطوير المواهب الشابة، وتحقيق أفضل النتائج من أقل موارد مالية، ولكن العقبة في جلب هذا الاسم يحتاج لأموال.
عقد ديزبي يمتد مع برايتون لمدة عامين أخرين، وبشرط جزائي يبلغ 10 مليون يورو إذا غادر لأي فريق، والأزمة أن برشلونة لا يمتلك المال لشراء عقد المدرب الإيطالي، لتزداد الأمور تعقيدا أمام إدارة لابورتا.
وفي سيناريو قد يبدو خياليا بعض الشيء، ولكنه يبقى احتمالا قابلا للتحقق مع تحسن النتائج في الفترة الأخيرة، هو أن تضغط إدارة برشلونة على تشافي وتحاول إقناعه بالبقاء واستكمال العمل الذي بدائه مع الفريق قبل عامين، لأن الوضع المالي لا يسمح بأي مخاطرة.
ونعود هنا بسؤال أخر مثير للاهتمام.. "هل سيوافق تشافي بعد كل ما تعرض له من مضايقات وعدم مساعدة في الأوانة الأخيرة، مواصلة العمل مع الإدارة التي أجبرته على الرحيل؟".