يبدو أن خسارة البرازيلي فينيسيوس جونيور مهاجم ريال مدريد الإسباني، لجائزة الكرة الذهبية، ليس متعلق في المقام الأول بآدائه الفني بكونه الأبرز في العالم حاليا، ولكنه ذو صلة بسلوكه وصورته الذهنية لدى الجماهير والمؤسسات المسئولة عن إدارة كرة القدم.
توج رودري لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم لعام 2024، متفوقا على البرازيلي فينيسيوس جونيور مهاجم ريال مدريد.
ومثل فوز رودري مفاجأة كبيرة قبل حفل الكرة الذهبية، خاصة أن التوقعات كانت تشير لتتويج فينيسيوس جونيور بالجائزة.
وتسببت خسارة فينيسيوس للكرة الذهبية في حالة جدل واسعة، خاصة من قبل إدارة ريال مدريد، التي اتهمت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ومجلة فرانس فوتبول بالتلاعب وتعمد حرمان لاعبه من الجائزة.
وبات هذا العام هو الأول الذي يشترك فيه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مع مجلة "فرانس فوتبول" في تنظيم جائزة الكرة الذهبية، والتي انطلقت في عام 1956، في الوقت الذي يعيش فيه ريال مدريد توتر في العلاقة مع "يويفا".
وبعيدات عن نظيرة المؤامرة وتبادل الاتهامات بين ريال مدريد والجهات المسئولة عن تنظيم الجائزة، ووفقا لقواعد الجائزة التي يحكمها تصويت 100 صحفي حول العالم، وفقا لـ3 معايير متعلقة بالآداء الفردي، والألقاب الجماعية، والسلوك واللعب النظيف.
ونجح فينيسيوس بكل اقتدار في استيفاء معايير الآداء الفردي المميز مع ريال مدريد الموسم الماضي، وكذلك الألقاب الجماعية والتي وصل عددها للرقم (4) بداية من السوبر الإسباني، الدوري الإسباني، دوري أبطال أوروبا، السوبر الأوروبي.
ويقف وفقا للحسابات معيار اللعب النظيف والسلوك في جهة مضادة لفينيسيوس، المعروف بكونه كثير الأزمات مع المنافسين ودائم الاعتراض على الحكام، بالإضافة لكونه دائما ما يتهم المنافسين بالعنصرية نحوه، وهو ما حدث في بعض الأحيان.
ويمكن استيفاء عدة أسباب واضحة حرمت على أساسها فينيسيوس جونيور من جائزة الكرة الذهبية، وفقدان تعاطف الصحفيين معه حول العالم، وهو ما صب في صالح رودري الذي توج بالجائزة في النهاية.
1-تصريحاته ضد إسبانيا:
فتح فينيسيوس جونيور النار في شهر سبتمبر الماضي، بعد تصريحات مثيرة، النيران على المجتمع والدولة في إسبانيا، بسبب العنصرية التي يتعرض لها في ملاعب الليجا، خلال مباريات الفريق الملكي.
وقال فينيسيوس جونيور في حوار تليفزيوني أثار الرأي العام في إسبانيا: "أنا أؤمن وأريد أن أفعل كل شيء حتى تتغير الأمور لأن الكثير من الناس في إسبانيا (الأغلبية) ليسوا عنصريين".
وأوضح اللاعب البرازيلي وقتها: "أتمنى أن تتطور إسبانيا وتفهم مدى خطورة إهـانة شخص بسبب لون بشرته، لأنه إذا لم تتطور الأمور بحلول عام 2030 ، فيجيب تغيير مكان إقامة كأس العالم".
تصريحات فينيسيوس وقتها والتي هدد فيها دولة بحجم إسبانيا لديها قوة إعلامية هائلة حول العالم، بسحب المونديال منها، جعله يصطدم بمؤسسة مثل رابطة الدوري الإسباني ذات العلاقة الكبيرة مع الاتحاد الأوروبي والفيفا، وهو ما جعله معارضا لمؤسسات كرة القدم.
2-الظهور كضحية بسبب العنصرية:
دخل فينيسيوس جونيور خلال المواسم الثلاث الماضية في أزمات مع جماهير الأندية، التي يخوض ضدها ريال مدريد مباريات في الدوري الإسباني.
وسبق أن صدر حكم قضائي ضد عدد من جماهير فالنسيا ومن قبلهم ضد مشجعي ريال مايوركا بالغرامة المالية والسجن مع إيقاف التنفيذ بسبب توجيه إهانات عنصرية ضد فينيسيوس جونيور.
ولكن المهاجم البرازيلي بالغ كثيرا في استخدام قضية العنصرية، بكونه ضحيتها الأولى وأن العالم فشل في مساعدته، رغم أن بعض اللاعبي ذو البشرة السمراء أيضا تعرضوا للعنصرية، ولكن ردود أفعالهم لم تكن مبالغة مثل فينيسيوس، وكان أخرهم لامين يامال لاعب برشلونة.
3-سوء السلوك وإهانة المنافسين:
رغم آدائه الفني المميز في المستطيل الأخضر، إلا أن فينيسيوس يعيبه بشدة العصيبة وتعمد إثارة الجدل مع المنافسين خلال المباريات، وهو ما يجعله معرضا للهتافات المعادية من جماهير الخصم.
تلك الصورة التي رسمت عن فينيسيوس جونيور، بمراجعة هوية الفائز بجائزة الكرة الذهبية في السنوات العشرين الأخيرة، سواء من ريال مدريد أو من غيره، يتضح بأن حامل البالون دور له مواصفات شخصية وصورة راقية لدى جماهير كرة القدم
ومن أهم مواصفات الفائز بالكرة الذهبية الهدوء والإتزان والابتعاد عن إثارة الجدل، وهو ما توفر مثلا في كريم بنزيما 2022، لوكا مودريتش 2018، ومن قبلهم كريستيانو رونالدو.
اقرأ أيضا
تعليق رسمي من الحكومة البرازيلية بعد خسارة فينيسيوس جونيور للكرة الذهبية