شهدت الساعات القليلة الماضية، انقلاب كبير من جمهور الهلال، على رئيس ناديهم الأمير محمد بن فيصل، بعد السقوط أمام النصر، في قمة مباريات الدوري السعودي للمحترفين.
وسقط نادي الهلال، بهدفين مقابل ثلاثة، أمام مستضيفه النصر، في المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات الجولة 25 من مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ليفرط في صدارة جدول الترتيب لمصلحة غريمه الزعيم.
وطالبت جماهير الهلال، باستقالة محمد بن فيصل، من رئاسة النادي، متهمين إياه بالاهتمام بالتصريحات الإعلامية المثيرة، بدلًا من العمل لمصلحة هذا الكيان العظيم.
ولم تقتصر الاتهامات ضد بن فيصل، على اهتمامه بالتصريحات الإعلامية فقط، بل وصلت إلى زعم عدم اهتمامه بتتويج الهلال بالبطولات، مستشهدين بأحد حواراته الذي أعلن فيها أن أهم شيء هي الإثارة في الدوري، بالإضافة إلى قوله بأن مرتضى منصور، رئيس الزمالك، يستحق العودة إلى بلاده، بكأس السوبر السعودي المصري، وذلك بعد السقوط بهدف لاثنين أمام القلعة البيضاء.
ولكن هذه الاتهامات، جاءت بعد مرحلة من الحب المتبادل بين بن فيصل وجمهور الهلال، في أعقاب توليه رئاسة نادي، في منتصف شهر سبتمبر الماضي، بدلًا من سامي الجابر، أسطورة الزعيم، والذي تم إعفاءه من منصبه، لتعيينه مستشارًا للرئيس السابق للهيئة العامة للرياضة، معالي المستشار تركي آل الشيخ.
وحب جمهور الهلال، للأمير محمد بن فيصل، كان مبني أساسًا على نجاحه في الصفقات الشتوية، التي جلب خلالها كل من سيباستيان جيوفينكو وجوناثان سوريانو وميلوس ديجنيك وهنان باهبري، بالإضافة إلى النتائج الرائعة في بداية مسيرته.
ومع تراجع مستوى اللاعبين، والنتائج السلبية في الأونة الأخيرة، ومنها التعادلين مع الوحدة وأحد، والهزيمة من النصر، بالإضافة إلى إقالة المدرب البرتغالي المخضرم خورخي خيسوس، واستبداله باسم اقل في عالم التدريب وهو الكرواتي زوران ماميتش، بدأ هذا الحب يتلاشى.
- والسؤال الآن.. كيف يستعيد محمد بن فيصل حب جمهور الهلال له؟
* تجربة سامي الجابر..
لعل الإجابة على هذا السؤال، تظهر في تجربة سامي الجابر القصيرة، على رأس مجلس إدارة نادي الهلال.
فسامي الجابر، تولى رئاسة نادي الهلال، في شهر أبريل من العام الماضي، وسط ترحيب كبير من جمهور الزعيم، نظرًا للمكانة الخاصة لهذا الرجل، باعتباره أسطورة كروية كبرى، خدمت هذا الكيان العريق.
وهذا الترحيب، بدأ يتلاشى يومًا بعد يوم، حتى تعرض الجابر، لهجوم عنيف من قِبل جمهور الهلال، خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، نظرًا لتأخر حسم الصفقات الجديدة.
فالهلال، لم يجر أي صفقة كبرى، في الشهر الأول من فتح باب الميركاتو الصيفي، كما فشل في التوصل إلى اتفاق مع أي مدير فني عالمي، ليقود الفريق، بالموسم الجديد.
والتأخر الكبير في إتمام الصفقات، كان وراءه تخطيط محكم من الجابر، الذي نجح في النهاية من جلب المدرب البرتغالي المخضرم خورخي خيسوس، بالإضافة إلى التعاقد مع لاعبين كبار؛ مثل الفرنسي بافتيمبي جوميز وأندريه كاريلو والإماراتي عمر عبدالرحمن "عموري".
وأكثر من ذلك، استمع سامي الجابر، لمطالب جمهور الهلال، بعدم التخلي عن السوري عمر خريبين، مهاجم الفريق الأول، على الرغم من العروض الضخمة والضغوط التي تعرض لها من أجل بيع اللاعب.
وبعد هذه المرحلة، بدأ الهلال يضرب خصومه على أرض الملعب، ليعود الحب مرة أخرى بين جمهور الهلال ورئيسهم سامي الجابر.
ومن كل ما سبق، يتضح أن الاستماع إلى جمهور الهلال، وتحقيق النتائج الإيجابية على أرض الملعب، هو السبيل الوحيد للحصول على التأييد في رئاسة هذا الكيان العملاق، وهو الأمر الذي يحتاجه الآن الأمير محمد بن فيصل.