يبحث نادي أرسنال في الفترة المقبلة للتعاقد مع مدرب جديد من أجل خلافة الفرنسي آرسن فينجر، الذي أعلن رحيله عن صفوف الفريق في نهاية الموسم الحالي بعد 22 عام.
وتمكن فينجر في السنوات التي قضاها داخل جدران المدفعجية من خلق فلسفة كروية هجومية رائعة، حيث تميز أرسنال في السنوات الماضية من الاعتماد على أسلوب التمريرات القصيرة والسريعة بين اللاعبين، واستغلال السرعات على الأطراف، والاعتماد بشكل كبير على مجموعة من الناشئين.
وبعد إعلان رحيل فينجر أصبحت المهمة الآن هي البحث عن مدرب يقوم باستكمال مسيرة فينجر مع أرسنال، سواء بالاعتماد على نفس طريقة اللعب التي تميز بها ارسنال، أو الاستمرار في الكشف عن اللاعبين الصغار الذين يتوقع تألقهم في المستقبل.
وتم طرح العديد من الأسماء في الفترة الماضية لتولي المهمة، أبرزها ماسيمليانو أليجري مدرب يوفنتوس الحالي، ولويس إنريكي مدرب برشلونة السابق وكارلو انشيلوتي، وتوماس توخيل مدرب بروسيا دورتموند، والذي اقترب من تولي مسئولية باريس سان جيرمان خلفًا لإيمري كان.
وأشارت العديد من التقارير الصحفية إلى أن إدارة ارسنال حددت 50 مليون استرليني فقط من أجل التعاقدات للمدرب الجديد، وهو ما يثير استياء العديد من المرشحين لخلافة فينجر، ولذلك اتجه التفكير إلى أسماء جديدة ومفاجئة.
والأسماء الجديدة التي تم طرحها اليوم، هما روي فاريو المساعد للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في مانشستر يونايتد حاليًا، والبوسني زيليكو بوفاتش مساعد يورجن كلوب في ليفربول.
وكان نادي ليفربول أعلن عن رحيل بوفاتش من الجهاز الفني لليفربول حتى نهاية الموسم لأسباب عائلية، ولكن التقارير أشارت إلى وجود مفاوضات مع أرسنال لتولي الفريق.
ويمكن اعتبار أن هناك يد خفية هي التي أثارت أزمة بوفاتش مع كلوب بعد 17 عام من التعاون بين الثنائي، بداية من ماينز مرورًا بدورتموند وأخيرًا ليفربول، وهو سفين ميسلينتات مدير التوظيف في نادي أرسنال الحالي.
وكان ميسلينتات يدير نفس المنصب في بروسيا دورتموند وقت تواجد الثنائي كلوب وبوفاتش هناك، وتربطه علاقة صداقة قوية مع بوفاتش، وبالتالي من الممكن أن يكون هو المحرك الأساسي لتعاقد ارسنال مع مساعد يورجن كلوب.
وخرج كلوب في أكثر من مناسبة في السنوات الماضية أكد على أهمية بوفاتش في جهازه، حيث قام باطلاق لقب عليه وهو "العقل" لأهميته الكبيرة في الأمور الفنية لكلوب وتوصيل المعلومات للاعبين في جميع الفرق التي قام كلوب بتدريبها، ومن المؤكد أن رحيله سيؤثر بشكل كبير على كلوب في الفترة القادمة.
الأسم الثاني الذي تم طرحه بقوة هو روبي فاريا مساعد جوزيه مورينيو، والذي قام مورينيو في أكثر مناسبة الآخر بوصفة بأنه الذراع الأيمن له، حيث خاض فاريا الرحلة مع مورينيو منذ بدايتها، بداية من بورتو مرورًا بتشيلسي وإنتر وريـال مدريد ثم تشيلسي مرة اخرى وأخيرًا مانشستر يونايتد.
الغريب أن فاريا بدأ عمله في كرة القدم كمدرب للياقة البدنية، ثم قام مورينيو بضمه إلى الجهاز الفني المساعد في فترة تواجده ببورتو، ليستمر الذراع الأيمن للمدرب البرتغالي بالتواجد معه في جميع الفرق التي دربها، ويعتمد عليه مورينيو بشكل كبير في تحليل أداء الخصم، والاستفادة من اخطاءه لصالح الفريق.
يبدو للبعض أن هذه الأسماء مفاجئة للمشجعين، خاصة أنهم سيكونا على رأس القيادة الفنية لفريق لأول مرة في تاريخهم، ولكن إذا نظرنا إلى ظروف أرسنال وتفكير إدارة الفريق نجد أن هذه الخيارات من الممكن أن تكون منطقية (بعيدًا عن نجاحهم أو فشلهم في التجربة).
وكما أشرنا أن إدارة ارسنال حددت 50 مليون استرليني فقط من أجل المدرب الجديد، وبوفاتش وفاريا لن يكونا هناك طموح كبير لهم لصرف العديد من الأموال، لرغبتهم في تولي القيادة الفنية لأول مرة.
النقطة الثانية هو أن الأكيد إدارة أرسنال تسعى للبحث عن مدرب ذو طابع هجومي من أجل استمرار سياسة فينجر، ويتم تطبيق هذا الشرط بشكل واضح في بوفاتش لعمله مع كلوب الهجومي، ومن الممكن أن يكون روي فاريا لديه نفس الطابع الهجومي، ولكنه لم يظهر في عباءة مورينيو.
النقطة الثالثة والأخيرة هو أنه في حالة وصول اي من الثنائي سواء بوفاتش أو فاريا لقيادة أرسنال فهذا سيؤثر بشكل كبير على كلوب أو مورينيو، وبالتالي سيستفاد أرسنال من إضعاف أحد خصومه.
يبقى أن نشير في النهاية أن هذه الخيارات برعاية الثلاثي راؤول سانليهي وسفين ميسلينتات وجوش كروينكي وهم المختصين بالتعاقدات والإدارة المالية لأرسنال، بالإضافة إلى توجيهات آرسن فينجر، للاستفادة من خبرته لاختيار المدرب الجديد.
اقرأ أيضا
أسطورة التدريب فيرجسون يكرم فينجر قبل مواجهة مانشستر يونايتد وأرسنال