أعلن نادي نابولي اليوم التعاقد مع الإيطالي كارلو انشيلوتي لقيادة الفريق في الثلاثة مواسم المقبلة، خلفًا لمواطنه ماوريسيو ساري، وذلك بعد فشل الأخيرة في الحصول على الدوري الإيطالي من أنياب يوفنتوس في الجولات الأخيرة.
ويعتبر كارلو انشيلوتي من أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم، ويمتلك مشوار طويل مع عملاقة اللعبة في أوروبا والعالم، مثل ميلان وبارما ويوفنتوس وريـال مدريد وباريس سان جيرمان وأخيرًا رحلة بايرن ميونخ الذي لم يكتب لها النجاح.
تعاقد نابولي مع انشيلوتي، يدل أن إدارة النادي الإيطالي بقيادة رئيسها دي لورينتس بدأت تؤمن بالفعل بقدرتها على الفوز بالدوري، وبالتالي الانتقال لمستوى أعلى سواء على مستوى المدربين أو اللاعبي، وكانت البداية من المدربين بالتعاقد مع انشيلوتي، ولكن هل سيكون ميركاتو نابولي قوي أم سيتم الاعتماد على نفس المجموعة، والدعم بلاعبين صغار السن كما هو الحال في السنوات الأخيرة مع ساري.
وفي التقرير التالي نرصد أوجه الشبه والاختلاف بين مدرسة انشيلوتي في التدريب، ومدرسة نابولي في تنفيذ أسلوب اللعب داخل الملعب، وتحديدًا منذ قيادة ساري في السنوات الماضية.
* الصفات المشتركة:
1- الكرة السريعة:
يعتبر كارلو انشيلوتي من المدربين الذين يتبنوا فكرة بناء اللعب بشكل سريع، وتحديدًا الاعتماد على الهجمة المرتدة السريعة عن طريق وجود أطراف سريعة، يمكنهم الدخول داخل منطقة الجزاء وإحراز الأهداف.
وهو ما ظهر لانشيلوتي في رحلاته الأخيرة سواء مع باريس سان جيرمان أو ريـال مدريد وأخيرًا بايرن ميونخ في موسم وأقل من نصف موسم.
وهو ما سيجده انشيلوتي في نابولي، والذي اعتمد تحت قيادة ساري على بناء اللعب بشكل سريع، وتكوين هجمات مرتدة سريعة واستغلال المساحات في بناء الخصم.
وبالتالي لن يجد كارلو أزمة في تعليم اللاعبين المتواجدين حاليًا في بناء هجمة مرتدة سريعة، ويتبقى فقط حفظ بعض الجمل التي يعتمد عليها انشيلوتي عن طريق اللاعبين الأطراف.
2- طريقة 4-3-3:
لا تعتبر طريقة 4-3-3 هي الطريقة الأساسية لانشيلوتي في أسلوبه وطريقة لعبه مع الفرق التي قام بتدريبها، ولكنه دائمًا ما يلجأ إليها في بعض المباريات، لتحطيم بعض التكتلات الدفاعية لبعض الفرق المنافسة.
وهذه الطريقة هي التي يقوم نابولي بالاعتماد عليها في السنوات الأخيرة مع ساري، بتواجد ثلاثة لاعبين في الوسط، ومثلهم في الخط الهجومي، منهم جناحين ومهاجم صريح، وبالتالي عندما يرغب انشيلوتي في تطبيق هذه الطريقة لن تكون هناك أزمة في فهم اللاعبين لها.
3- الدفاع والهجوم بكتلة واحدة:
مع المعروف عن المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي، أنه يعتمد على الفريق بالكامل في بناء الهجمة وتحطيم دفاعات الخصم، بداية من خط الدفاع، ودور الأظهرة في بناء الهجمة نهاية بالخط الهجومي.
وهو نفس الامر الذي يطبقه انشيلوتي في الحالة الدفاعية، فكل لاعب في أرضية الملعب يكون عليه دور في الدفاع، سواء بتغطية الجناحين مع أظهرة الجنب، أو الاعتماد على الخط الهجومي في الضغط على دفاع الخصم لمنعه من بناء الهجمة، وبالتالي التسهيل من عملية الهجمة المرتدة.
وينطبق نفس الأمر على نادي نابولي في الفترة الأخيرة، الذي يعتمد على جميع اللاعبين في بناء الهجمة عن طريق التمريرات القصيرة وطريقة الثلاثيات التي كان يعتمد عليها ساري في بناء هجماته، ونفس الأمر على المستوى الدفاعي، فدائمًا ما نرى نابولي يعتمد على ثلاثة لاعبين في الضغط في المنطقة التي بها الكرة لخطفها في أقصر وقت ممكن وبناء هجمة مرتدة سريعة.
* الأزمات التي سيواجهها انشيلوتي:
1- صانع الألعاب:
كما ذكرنا في النقطة الثانية من الصفات المشتركة، أن انشيلوتي يلجأ في بعض الأحيان للاعتماد على طريقة 4-3-3، وذلك لتحطيم دفاعات الخصم، خاصة عندما يقابل فريق هجومي بشكل كبير.
ولكن لا يمكن أن ننفي بأن الخطة الأساسية التي يعتمد عليها انشيلوتي في طريقة لعبه مع الفرق التي دربها هي طريقة 4-2-3-1، والتي تعتمد بشكل كبير على تواجد صانع ألعاب مع أثنين أجنحة، ومهاجم صريح.
وهي أول الأزمات التي ستواجه انشيلوتي في نابولي، حيث لا يمتلك فريق الجنوب الإيطالي لاعب يمكنه تنفيذ أسلوب صانع الألعاب بشكل صريح، خاصة أن ساري من قبل كان اعتماده الرئيسي على طريقة 4-3-3، وبالتالي لا يحتاج إلى صانع ألعاب صريح.
ومن جهة أخرى فإن هذه النقطة تحتاج إلى مهاجم قوي وطويل القامة وهو ما لا يتواجد في نابولي حاليًا، حيث أن المهاجم الرئيسي ميرتينز، قصير القامة ولا يستطيع التعامل مع الكرات العالية، وبالتالي ستكون مهمة انشيلوتي الرئيسية تواجد مهاجم صريح.
2- المشاكل الدفاعية في المباريات الكبيرة:
أهم الأزمات التي كانت تواجه نابولي ساري، هو عدم قدرة دفاع نابولي على التصدي للهجوم لأي فريق قوي، وبالتالي يتم تدمير دفاع نابولي والوصول لمرماهم يصبح سهل للغاية لأي فريق يمتلك بعض المرونة الهجومية.
وعلى الرغم من تألق السنغالي كوليبالي إلا أن راؤول ألبيول لم يكن على نفس المستوى المطلوب، وأثرت إصابة فوزي غلام وانخفاض مستوى هيساي على الأداء الدفاعي لنابولي، ويمكن اعتبار أن ذلك كان من الأسباب الرئيسية لخسارة لقب الدوري الإيطالي أمام يوفنتوس في الأمتار الأخيرة.
وستكون مهمة انشيلوتي الرئيسية هو البحث عن لاعبين يمكنهم تدعيم خط دفاع الفريق بشكل قوي، وأيضًا يمتلكون القدرة على بناء الهجمة من الخلف، لأنهم سيكون عليهم دور رئيسي في الهجوم.
3- خسارة لاعبين في الميركاتو:
مع بداية سوق الميركاتو الشتوي وتألق عدد كبير من لاعبي نابولي في المواسم الأخيرة، والحفاظ عليهم من إدارة نابولي كان بسبب حلم الفوز بالدوري الإيطالي، ولكن بعد خسارة اللقب أصبح تفكير الكثير من اللاعبين هو الرحيل عن صفوف النادي الإيطالي في الميركاتو الصيفي.
وهناك عدد كبير من لاعبي نابولي على رادار الأندية الأوروبية الكبيرة، يمكن أبرزهم هو لاعب الوسط الموهوب جورجينيو، بالإضافة إلى السنغالي كوليبالي والثنائي ميرتينز وإنسيني.
وستكون مهمة انشيلوتي الرئيسية قبل تدعيم الفريق، هو إقناع هؤلاء اللاعبين بمشروع نابولي الجديد تحت قيادته، وبالتالي رفض العروض المقدمة من كبار أوروبا مثل مانشستر سيتي ويونايتد وبايرن ميونخ وغيرهم.
وسيضع انشيلوتي في اعتباره حالة فشل إقناع هؤلاء اللاعبين بالبقاء، سيدخل مرحةل جديدة من التفكير في لاعبين يمكنهم تنفيذ أفكاره مع الفريق، مع الوضع في الاعتبار الميزانية الضعيفة نوعًا ما لنابولي في الميركاتو، وهو ما سيجعل من اختيارات انشيلوتي محدودة بعض الشيء في سوق الانتقالات.
اقرأ أيضا