بعد نزاع ملحمي مع الهلال، استطاع النصر أن يحول تأخره بفارق 6 نقاط عن الهلال المتصدر، إلى متصدر ومتوج بلقب النسخة الاستثنائية من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين "موسم 2018-19"، محققًا رقمًا قياسيًا بالوصول إلى النقطة 70، بفارق نقطة عن الهلال الوصيف.
ومع بداية الموسم الجديد "2019-2020"، بدا النصر في صراع متجدد مع الهلال، ظهرت بين تبادل مقعد الصدارة عدة مرات، ومن ثم فوز النصر بلقب "بطل الشتاء"، قبل أن ينهار الفريق فجأة، وتبدأ نتائجه في التذبذب، ليترك الصدارة للهلال، ويبتعد الزعيم في القمة برصيد 50 نقاط، وبفارق 8 نقاط كاملة عن العالمي.
أزمات النصر
ما الذي حدث للنصر هذا الموسم؟ عوامل كثيرة ساعدت على تراجع النصر في النتائج، في ظل رغبة الهلال الجادة في الابتعاد في الصدارة، واستعادة لقب الدوري من جديد.
الهلال تعرض لفترة صعبة هذا الموسم في ظل كثرة المباريات، بين الدوري وآسيا وكأس العالم للأندية وكأس خادم الحرمين الشريفين، ومن ثم مشاركة اللاعبين مع المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم، وكأس الخليج، في حين كان النصر يحارب في جبهتي الدوري والكأس، ثم بدأ مشواره الآسيوي في فبراير.
سر الابتعاد عن الصدارة
إذن فلماذا ابتعد النصر عن الصدارة؟ لأن المدير الفني روي فيتوريا لم ينجح في التعامل مع الفريق، مثل مدرب الهلال رازفان لوشيسكو، الذي أجرى سياسة التدوير بين اللاعبين بذكاء، ليتعامل مع ضغط المباريات، ورغم التعثر أمام النصر في مباراة الدور الأول، ومن ثم التعادل في عدة مباريات، إلا أن الهلال استطاع أن يحقق الفوز في 6 مباريات متتالية.
في المقابل، لم يتمكن فيتوريا من إجراء التدوير بين اللاعبين، واعتمد على عناصر محددة، بشكل لم يمكنه من الاستعانة بالبدلاء في حالة تعرض الأساسيين للإصابة، أو هبوط مستوى اللاعبين، وهو ما بدا واضحًا في كثرة الغيابات والأزمة الدفاعية، في ظل تعرض عبد الله مادو وعمر هوساوي للإصابة، ما تسبب في عدم التجانس في خط الدفاع.
وشهد النصر هذا الموسم، هبوط مستوى جوليانو، صانع ألعاب الفريق، والذي كان يعد القلب النابض للعالمي في موسم التتويج، وقلة فعالية نور الدين أمرابط، فضلًا عن وجود حالة من عدم الجماعية في طريقة اللعب.
واعتمد فيتوريا بشكل أساسي على الحارس براد جونز، ورغم تألق الحارس في عدة مباريات هذا الموسم، إلا أنه يؤخذ عليه بطء رد فعله في استقبال الكرات، وقد يعول هذا الأمر على كبر سن الحارس.
أما عن عبد الرزاق حمد الله، مهاجم النصر، فهو يعد حلقة كبرى في مسلسل أزمات النصر، فبعد دخوله التاريخ في الموسم الماضي بتسجيل 34 هدفًا في الدوري، بات فيتوريا يعتمد عليه بشكل أساسي وبصورة مستمرة، في ظل دخول اللاعب في عدة مشكلات، بين مشاداته مع الحكام وادعاء السقوط المتكرر في منطقة الجزاء، ومن ثم افتعال أزمات خارج الملعب، بين أزمة المشاجرة مع موظفة المطار، وغيابه عن التدريبات ورفضه السفر برفقة بعثة النصر إلى المجمعة قبل مباراة الفيصلي، الأمر الذي أثر على فيتوريا، كون النصر لا يجد بديلًا لحمد الله، في ظل الإصابات المتكررة لعبد الفتاح آدم، واستقدام خالد الغنام الذي يحتاج لمزيد من الوقت.
اقرأ أيضا
"إلغاء الدوري مطلب".. النصر مرعوب من المولد ولقاء فاصل مع الهلال
إعلامي: بالدلائل.. فيتوريا "خبص" وحمد الله برئ من خسارة النصر