تسعى جميع أندية القمة في العالم، لتدعيم صفوفها باستمرار، بأفضل اللاعبين على الساحة الكروية، من أجل ضمان مواصلة السيطرة على الألقاب والبطولات، وعدم الابتعاد عن منصات التتويج.
وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه لا يوجد نادي في العالم، يستطيع أن يضمن البقاء على القمة مدى الحياة، بل يعلم أنه لابد أن يأتي عام أو بعض السنوات التي يبتعد فيها عن منصات التتويج، بحكم الإحلال والتجديد، في صفوف الفريق الأول لكرة القدم.
وفي السعودية، لا يختلف الأمر كثيرًا، فجميع أندية المملكة، وعلى رأسهم عملاقي الرياضي الهلال والنصر، يبحثان دائمًا عن ضم أفضل اللاعبين في الساحة الكروية، من أجل ضمان البقاء على القمة، لأطول فترة ممكنة، وتقليل عدد السنوات التي تحتاج إلى إحلال وتجديد.
وخلال الفترة الماضية، انتشرت دراسة عالمية، ربما تكون الدليل الذي يسير عليه كل نادي من أندية القمة، من أجل التخطيط لبناء فريق يسيطر على البطولات والألقاب، لأطول فترة ممكنة.
* دراسة عالمية لمعدل أعمار اللاعبين
وهذه الدراسة، نشرها سيفي دندر، أستاذ الاقتصاد الزائر بجامعة رادفورد، بعنوان "متى يصل لاعبو كرة القدم إلى ذروتهم؟".
وتوضح الدراسة، أن متوسط الأعمار التي يصل فيها لاعبو كرة القدم، لذروة تألقهم؛ هي ما بين 25 – 27 عامًا، فيما تختلف الأعمار بشكل طفيف حسب اختلاف مركز اللعب في الملعب.
فمثلًا السن المثالي لتألق المهاجم هو 25 عامًا، أما السن المثالي للمدافع هو 27 عامًا، ويتراوح السن المثالي لخط الوسط بين الرقمين السابقين.
واعتمد دندر في دراسته المنشورة في مجلة "Sports Analytical"، على إحصائيات من موقع "هوسكورد" و"أوبتا"، بالإضافة إلى بيانات من الدوريات الأربع الكبرى، في الفترة من خريف 2010 إلى ربيع 2015.
وفي يناير من العام الماضي، نشر 4 أساتذة من فرنسا وإيطاليا، دراسة جديدة حول اختلاف معدلات أعمار اللاعبين ومقارنتها بالقيمة السوقية لهم في بطولة دوري أبطال أوروبا، خلال الثلاثة عقود الأخيرة، وتحديدًا في الفترة من موسم 1992- 1993، وحتى موسم 2017-2018، واعتمدت على عمر اللاعب، وعدد المواسم التي قضاها مع الفريق، وكذلك أداء الفريق ككل خلال تلك المواسم، بالإضافة إلى عدد البطولات التي حصل عليها.
ونتائج تلك الدراسة لم تختلف كثيرًا عن دراسة دندر، حيث لوحظ أن ذروة التألق للاعبين كانت في الفئة العمرية من 26 إلى 29 عامًا، وأن الأغلبية العظمة من نجوم الأندية المتألقة في دوري أبطال أوروبا كانت بين 24.5 إلى 25.5.
* تطبيق الدراسة على الهلال والنصر
وملخص هذه الدراسات، أن الفريق الذي يملك أكبر عدد من اللاعبين في سن من 25 إلى 29 تقريبًا، هو الذي سيكون لديه الفرصة للسيطرة على كافة الألقاب والبطولات.
وربما تكون هذه الدراسات، مؤشر قوي لما سيكون عليه المستقبل القريب لفريقي الهلال والنصر، بناء على "القائمة الحالية" لكل فريق.
- الهلال
وفقًا للدراسات السابقة، فيُمكن القول أن الهلال في ورطة حقيقية، إذا لم يقم بالإحلال والتجديد، خلال العام أو العامين القادمين، بضم نجوم شباب جدد.
ومعظم نجوم نادي الهلال الكبار، تخطوا سن الذروة المذكور في الدراسات السابقة، ما يعني أن الفريق قد يُعاني من انخفاض مخيف في المستوى، يجعله يبتعد عن منصات التتويج.
وبنظرة سريعة، يتضح أن جميع نجوم الهلال الأساسيين إما تخطوا عمر الـ29، أو سيتخطوه في غضون سنة أو اثنين على أقصى تقدير.
ولاعبون مثل عبدالله المعيوف، ومحمد جحفلي، وعلي البليهي، وسلمان الفرج، ومحمد الشلهوب، ونواف العابد، وكارلوس إدواردو، وسيباستيان جيوفينكو، وبافتيمبي جوميز، قد تخطوا سن الـ30؛ وهم جميعًا من العناصر الأساسية في الهلال.
وآخرون يعيشون العام الأخير لذروة أدائهم المذكورة في الدراسات؛ مثل: ياسر الشهراني ومحمد البريك وعبدالله عطيف وسالم الدوسري وأندريه كاريلو؛ وهم أيضًا جميعًا من العناصر الأساسية في الهلال.
وهنا يُمكن القول أنه بنهاية عام 2021، إذا لم يجدد الهلال، صفوفه بلاعبين جدد في سن الذروة، فإنه سيواجه مستقبلًا مظلمًا.
- النصر
وعكس الهلال، فإن النصر، تنبه مبكرًا لضرورة تدعيم صفوفه بلاعبين شباب، لضمان مستقبل مبهر، حيث قام بتطبيق ما نصت عليه الدراسات سالفة الذكر على أكمل وجه.
والعماد الأساسي لتشكيل النصر، الذي يخوض المباريات، منذ الموسم الرياضي الماضي، هم في سن الذروة، كما ذكرت الدراسات المتخصصة.
فالخط الخلفي للنصر، يضم عبدالله مادو "26 سنة"، بالإضافة إلى عبدالإله العمري "23 سنة"، والذي سيصل إلى سن الذروة خلال عام أو اثنين تقريبًا.
كما أن الأظهرة مثل سلطان الغنام وعبدالرحمن العبيد، هم في سن الـ25 و26 على التوالي، بالإضافة إلى تواجد عبدالله الخيبري وعبدالرحمن الدوسري وعبدالمجيد الصليهم ومختار علي، في خط الوسط، وجميعهم في عمر الذروة، ومن العناصر الأساسية للفريق.
كما أن النصر، جهز نجوم صغار في خط المقدمة، سيكونوا في سن الذروة خلال عام أو عامين تقريبًا؛ وهم عبدالفتاح آدم وخالد الغنام وفراس البريكان وأيمن يحيى.
وفي النهاية، فإنه إذا واصل النصر والهلال على نفس السياسةن ووفقًا للدراسات العلمية التي قد تصدق أو لا تصدق، فإنه خلال عام أو اثنين يُمكن القول إن "العالمي إلى القمة والهلال للقاع".
اقرأ أيضا
تبادل النجوم بين الهلال والنصر والأهلي.. "صفقة القرن الثلاثية" تقترب