الهلال والنصر.. تاريخ من المنافسة الشرسة بين الناديين العملاقين، سواء داخل المستطيل الأخضر، أو خارجه.
وداخل الملعب، يتصارع نجوم الفريقين، لحسم البطولات ورفع الكؤوس والألقاب، بينما خارجه تقاتل مجالس الإدارت، على كسب الصفقات، وتلميع صورة النادي أمام الرأي العام.
ولا يقتصر الصراع، خارج الملعب فقط، على مجالس الإدارات وأعضاء الشرف، بل يصل إلى الجماهير، التي تتنافس فيما بينها، للإثبات بالدليل أن فريقها، هو الأفضل في تاريخ المملكة.
وشهدت الأعوام الأخيرة بالفعل، تزايد الجدل الجماهيري بشأن عدد بطولات كل من النصر والهلال، حيث يزعم مسئولو وجماهير العالمي، بتحقيق الفريق بطولات لم يتم توثيقها في سجلات اتحاد الكرة، حتى الآن.
وبعيدًا عن البطولات المثار بشأنها الجدل، فإن الوثائق الحالية تشير إلى تفوق هلالي في عدد البطولات على النصر، برصيد 59 مقابل 25.
وهذه الأرقام، تثبت أن الهلال، تفوق في الصراع داخل الملعب، بكسب البطولات والألقاب أمام الغريم الأزلي النصر، من خلال اعتماده على عدة عوامل سابقة؛ أهمها..
- تخريج مواهب عظيمة من مدرسة النادي.
- خطف المواهب الشابة، المتواجدة في الأندية الأخرى.
ويُمكن تشبيه ما فعله الهلال سابقًا للسيطرة على الألقاب، بطريقة برشلونة في جيله الذهبي في الفترة من "2006 إلى 2015" تقريبًا، عندما بدأ في تصعيد مواهب شابة عظيمة من مدرسته، بالإضافة إلى جلب صفقات عالمية؛ مثل الساحر البرازيلي رونالدينيو.
* رد نصراوي
ولكن، في السنوات الأخيرة، يبدو أن النصر، بدأ يأخذ الأفضلية على الهلال، سواء داخل الملعب أو خارجه.
وإذا كان الفارق غير واضح بشكل كبير داخل الملعب، فيُمكن التركيز على العمل الكبير الذي يُقدم في مكاتب مجلس إدارة نادي النصر.
والنصر، اهتم خلال الأعوام القليلة الماضية، بمدرسته من خلال تطوير مواهب النجوم الشابة، والاعتماد عليهم في الفريق الأول.
ولم يكتفِ مسئولو النصر بذلك فقط، بل كثفوا من عملهم، للتعاقد مع جميع اللاعبين صغار السن ذو المستوى الفني العالِ، والذين سيقودون الفريق إلى المجد في المستقبل.
وعلى سبيل المثال، شهد النصر في الأعوام القليلة الماضية، وبالتحديد في الموسمين الأخيرين، تصعيد مواهب كبرى؛ مثل: عبدالإله العمري ونايف الماس وأيمن يحيى وفراس البريكان، بالإضافة إلى ضم نجوم محليين من الطراز الأول، وصغار في السن، وعلى رأسهم: عبدالله الخيبري وعبدالمجيد الصليهم، وخالد الغنام.
* صفقات قادمة
ولا يريد النصر، التوقف عند هذا الحد، بل أن آخر التقارير، تشير إلى اقتراب مجلس إدارة العالمي، من حسم مجموعة من الصفقات الشابة المدوية، مثل:
- عبدالفتاح عسيري من الأهلي.
- عبدالمحسن القحطاني من القادسية.
- فواز الصقور من الوحدة.
- فواز الطريس من الاتفاق.
ودخل العالمي أيضًا، بشكل مخيف، في مفاوضات الهلال، مع علي الحسن، متوسط ميدان نادي الفتح، لخطفه بداية من الموسم القادم.
واللاعب الشاب الملقب بخليفة سعود كريري، كانت كل الدلائل تؤكد على انتقاله إلى الهلال، إلا أن الوضع اختلف في الساعات الأخيرة، بدخول النصر بقوة في الصفقة، واقترابه من حسمها.
* سلاح مدريدي
ويبدو من كل ما سبق، أن النصر بدأ في استخدام السلاح الذي يتبعه ريال مدريد الإسباني، في العامين الأخيرين، لإيقاف سيطرة برشلونة على الألقاب والبطولات.
هذا الأسلوب الجديد لريال مدريد، يقوم في الأساس، على خطف المواهب الشابة حول العالم؛ مثل: "فينسيوس جونيور ورودريجو"، والقادرة على قيادة الفريق لـ10 سنوات قادمة، بالإضافة إلى الاهتمام بمدرسته الخاصة، وتصعيد بعض النجوم الشباب؛ على رأسهم "فالفيردي".
وإدارة النصر السابقة، برئاسة سعود آل سويلم، والحالية، بقيادة صفوان السويكت، استخدمت هذا السلاح بالفعل، من أجل مواجهة التفوق الهلالي داخل الميدان.
في الوقت ذاته، تراجع نادي الهلال، في الأعوام القليلة الماضية، في إخراج المواهب الشابة، أو ضم النجوم الصغار من الأندية الأخرى، فيما يشبه بتراجع "سياسة الأكاديمية" التي صنعت مجد برشلونة سابقًا.
اقرأ أيضا