تشهد الساحة الرياضية السعودية، في الوقت الحالي، جدلًا كبيرًا بشأن الصفقات المرتقبة للهلال والنصر، قبل بداية الموسم الرياضي الجديد 2020-2021.
وينطلق الموسم الرياضي الجديد، في السادس عشر من أكتوبر القادم، وذلك بعد قرار وزارة الرياضة، رفع "الحظر" عن النشاط، المتوقف منذ مارس الماضي، بسبب تفشي فيروس "كورونا" المستجد.
وتُعد صفقة اللاعب الدولي عبدالفتاح عسيري، جناح النادي الأهلي المتألق، هي الأكثر جدلًا في الساحة الرياضية السعودية، في الوقت الحالي، بسبب غموض موقف اللاعب من الانتقال إلى الهلال، أو اختيار الغريم النصر.
وفي البداية، كل المؤشرات، كانت تؤكد انتقال عسيري، إلى الهلال، وذلك فور دخوله الفترة الحرة من عقده مع النادي الأهلي، في منتصف شهر يوليو الجاري.
ولكن، في تطور مفاجئ للغاية، أعلن أكثر من إعلامي رياضي، ومصادر صحفية متعددة، دخول النصر بقوة في الصفقة، واقترابه من حسمها لصالحه، سواء في الميركاتو الصيفي الحالي، أو مع مطلع العام الجديد 2021، بعد نهاية عقد اللاعب نهائيًا مع الأهلي.
وتفاصيل عرض النصر، وفق ما تردد في وسائل الإعلام، وبين النقاد والصحفيين؛ على النحو التالي..
أولًا: عقد لمدة 3 سنوات، حتى صيف عام 2023.
ثانيًا: راتب سنوي يقدر بـ8 ملايين ريال.
ثالثًا: مكافأة توقيع "فيلا وسيارة".
وقضية صفقة عسيري، لم تتوقف عند هذا الحد، بل أن الصحفي الرياضي أحمد الشمراني، فجر مفاجأة من العيار الثقيل، عندما كشف عن مخالفة النصر، الاتفاق الموقع مع الأهلي، والذي يمنع كل فريق من التفاوض مع نجوم النادي الآخر، دون موافقة إدارة الطرف الثاني.
وأشار الشمراني في تغريدة عبر صفحته بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إلى أن هذا الاتفاق بين الناديين، تم توقيعه بعد أزمة الأسطورة السورية عمر السومة، مهاجم الأهلي، والذي كاد سعود آل سويلم، رئيس النصر السابق، أن يخطفه في صيف 2018.
والسؤال.. "ما الذي يُمكن أن يترتب عن مخالفة النصر، هذا الاتفاق مع الأهلي، إذا صحت أنباء وتقارير التعاقد مع عسيري؟"
بعيدًا عن الشق القانوني، والذي يمنح الأهلي، الحق في تقديم شكوى ضد النصر، إذا ما ثبت تفاوضه مع عسيري، قبل دخوله الفترة الحرة من عقده، فإن مخالفة هذا الاتفاق، يمنح الهلال فرصة ذهبية كبرى، بضم صفقات العمر.
* الهلال وصفقات العمر
كسر النصر، اتفاقه مع الأهلي، يعني دخول الناديين في خلافات، قد تصل إلى حد المقاطعة في التعامل المستقبلي بين الطرفين، على غرار ما يحدث عالميًا حاليًا بين برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي.
وبرشلونة وبعد تفاوضه سرًا مع الإيطالي ماركو فيراتي، نجم باريس سان جيرمان، في عامي 2016 و2017، قام مجلس إدارة الأخير بالإعلان عن عدم التعامل مع الفريق الإسباني، برفضه بيع أي من نجومه له، بل قام نادي العاصمة الفرنسي بأكثر من ذلك، بخطف نجم الكتلان نيمار دا سيلفا جونيور.
وإذا ما أتخذ النادي الأهلي، نفس الموقف الباريسي، بمقاطعة النصر، وعدم التعامل معه، فإن ذلك قد يمنع قلعة العالمي، من التعاقد مع نجوم كبار ينشطون في الراقي، وعلى رأسهم السوري عمر السومة، وعبدالرحمن غريب.
والسومة وغريب، من الأهداف الاستراتيجية لنادي النصر، لضمهما في المستقبل، إلا أن الأهلي، قد يفضل بيعهما إلى الهلال، الذي يرغب فيهما أيضًا، وذلك إذا أصرا على الرحيل من قلعة الراقي.
والنصر سبق وأن خسر في الفترة الماضية، التعامل مع أكثر من نادي، في مقدمتهم الشباب، بسبب العلاقات المتوترة مع رئيسه خالد البلطان.
وخلافات النصر مع البلطان، جعلت الأخير يفضل بيع نجومه إلى الهلال، على الانتقال للعالمي؛ مثلما يحدث الآن في صفقة المهاجم الشاب عبدالله الحمدان، والذي اقترب للغاية من ارتداء قميص الزعيم.
كما أن علاقات النصر والاتحاد، شابها بعض "التوتر" في الفترة الأخيرة، بعد ربط اسم العالمي، بالتعاقد مع الثنائي فهد المولد وفواز القرني.
وتوتر علاقات النصر مع الاتحاد، يأتي في ظل التعاون الكبير حاليًا بين قلعة العميد والهلال، والذي ظهر بوضوح في رفض فهد بن نافل، رئيس الأخير، التعاقد مع النجم البرازيلي رومارينيو، خلال الأزمة الأخيرة.
ورومارينيو تم عرضه على الهلال، من قِبل بعض الوكلاء، بعد تهديد اللاعب بفسخ عقده مع قلعة العميد، لعدم حصوله على مستحقاته المالية، إلا أن فهد بن نافل رفض هذا الأمر تمامًا.
وتحسن علاقات الهلال مع الاتحاد، قد يمنحه أفضلية التعاقد مع المولد في المستقبل، على حساب النصر، إذا ما أراد اللاعب الرحيل، وقرر العميد بيعه نهائيًا.
اقرأ أيضا
