زالزال هز عرش الكرة الإسبانية منذ أمس، وتحديدًا من إعلان ريـال مدريد عن تولي الإسباني يولين لوبيتيجي مدرب منتخب إسبانيا، تدريب النادي الإسباني خلفًا للفرنسي زين الدين زيدان.
وخرج لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني الجديد في مؤتمر صحفي اليوم، ليعلن عن إقالة لوبيتيجي وتعيين فيرناندو هييرو وذلك قبل 48 ساعة فقط من إنطلاق أول مباريات إسبانيا في كأس العالم.
واختلفت الأراء حول صحة توقيت إعلان ريـال مدريد عن تعيين لوبيتيجي في ذلك التوقيت وقبل كأس العالم، بالإضافة إلى قرار روبياليس المفاجىء بإقالة لوبيتيجي، والذي قاد مرحلة انتقال إسبانيا منذ عصر فيسنتي ديل بوسكي والخروج المخيب من يورو 2016.
وأصبح السؤال الذي يطرح نفسه على الساحة بقوة قبل كأس العالم، هل إقالة لوبيتيجي في هذا التوقيت مثالية، أم كرامة رئيس الاتحاد الإسباني روبياليس هي من تحكمت في القرار.
قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب أن نستعرض طريق لوبيتيجي مع منتخب إسبانيا والتغييرات التي قام بها المدرب الإسباني الشاب مع منتخب لاروخا منذ استقالة ديل بوسكي وحتى بداية كأس العالم الحالي.
رحلة لوبيتيجي مع منتخب إسبانيا:
بعد النجاحات الكبيرة التي حققها منتخب إسبانيا والفوز باليورو مرتين متتاليتين في 2008 و2012، وتحقيق كأس العالم في 2010، والسيطرة على كرة القدم العالمية على مستوى الأندية، خرجت إسبانيا بشكل مفاجىء على يد إيطاليا في دور الستة عشر ليورو 2016.
وتقدم فيسنتي ديل بوسكي باستقالته فور الخروج من اليورو، وتم الإعلان عن تولي لوبيتيجي القيادة الفنية لإسبانيا بعد نجاحه مع بورتو ومنتخب إسبانيا تحت 21 عام.
ومنذ ذلك التوقيت خاض لوبيتيجي مع منتخب إسبانيا 20 مباراة في مختلف التصفيات والوديات، فاز في 14 منها وتعادل في ستة مباريات ولم يخسر أي مباراة، وأحرز هجومه 61 هدف ودخل مرماه 13 هدف فقط.
لم تكن تغييرات لوبيتيجي على مستوى النتائج فقط، بل أعاد للأذهان الجيل الذهبي للمنتخب الإسباني في 2010، وأعاد طريقة لعب إسبانيا بالتمريرات القصيرة السريعة، والكرة الشاملة كما يطلق عليها على المستوى الدفاعي والهجومي.
لوبيتيجي امتلك الشجاعة لإبعاد بعض الأسماء من منتخب إسبانيا أمثال فابريجاس وموراتا وخوانفران وغيرهم، وقام بإقحام مجموعة من اللاعبين الشباب والمجموعة الأخرى التي لم تكن تحصل على دقائق عديدة مثل إيسكو وتياجو ألكانتارا، وتمكن من توحيد الصفوف مرة أخرى بين لاعبي ريـال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد.
واستمرت شجاعة لوبيتيجي حيث أنه استدعى الثنائي إياجو آسباس من سيلتا فيجو، ورودريجو من فالنسيا، على حساب المهاجم الأساسي في السنوات الماضية ألفارو موراتا، حتى أصبح المنتخب الإسباني ضمن المرشحين الأوائل لكأس العالم بمجموعة من الشباب وأصحاب الخبرات.
كرامة رئيس الاتحاد:
أكد الكثير أن لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، أبدى غضبه الكبير من توقيت إعلان ريـال مدريد لتعيين لوبيتيجي، وشعر بالخيانة من المدرب الإسباني خاصة أنه لم يكن على علم بالمفاوضات بين الطرفين، وبالتالي كان قراره رحيل لوبيتيجي.
وقام قائدي المنتخب الإسباني سيرجيو راموس وأندريس انيستا بالاجتماع مع روبياليس في محاولة لإقناعه بالتخلي عن قراره بإقالة لوبيتيجي، مؤكدين أن المنتخبات لا تدار بهذه الطريقة، ولكن يبدو أن كرامة روبياليس وشعوره بالخيانة سيطر عليه، واعتبر أن هذه الخطوة تأسيس لرحلته الصعبة في قيادة الكرة الإسبانية.
التأثير على منتخب إسبانيا:
بكل تأكيد ستكون خطوة إقالة لوبيتيجي لديها تأثير كبير للغاية على لاعبي المنتخب الإسباني، وذلك ليس لتعيين فيرناندو هييرو، ولكن لتمتع المدرب المقال بعلاقات رائعة مع لاعبي المنتخب وتوحيد غرفة خلع الملابس من أجل هدف كأس العالم، وذلك كما أشارت الصحف الإسبانية.
ولكن الزلزال الذي حدث في الكرة الإسبانية في الـ 24 ساعة الماضية، سيكون له تأثير واضح وصريح على لاعبي المنتخب حتى وإن نفوا ذلك بأنسفهم، حيث سيكون من الصعب عليهم العودة للتركيز مرة أخرى كما كانوا من قبل.
وسيكون هناك حمل كبير على المدرب الجديد فيرناندو هييرو والمدير الرياضي السابق للاتحاد الإسباني، وهل سيكمل مشروع لوبيتيجي والاعتماد على نفسه طريقة لعبه واسلوبه أم سيحاول أن يفرض أسلوبه الخاص على اللاعبين، وفي كلا الحالتين ستكون المهمة صعبة، خاصة أن اللاعبين فقدوا تركيزهم.
ويبقى السؤال الأهم.. هل إقالة لوبيتيجي في هذا التوقيت لمصلحة المنتخب الإسباني أم انتصارًا لكرامة رئيس الاتحاد الإسباني؟
اقرأ أيضا
رسميا.. إقالة لوبيتيجي من تدريب إسبانيا قبل انطلاق المونديال