قبل أشهر كان كريستيان إريكسن يلعب نهائي أهم بطولة على مستوى الأندية "دوري أبطال أوروبا" وكان يعد أحد ألمع صناع اللعب في القارة الأوروبية لا سيما أن من مثله في مركزه على غرار مسعود أوزيل انطفئ نجمهم.
اليوم بات إريكسن حبيس مقاعد البدلاء في الإنتر، وهو وضع لن يجعله يجد التعاطف مع مشجعي توتنهام الذين أغضبهم إريكسن بقوله إنه ستكون لديه فرصة أفضل للفوز بألقاب في إنتر من توتنهام... لكن الصفقة كانت كالكابوس على اللاعب.
عندما تفشي فيروس كورونا بعد وقت قصير من وصوله إلى إيطاليا، لم يكن إريكسن قد وجد منزلاً لعائلته الصغيرة، انتهى به الأمر بالبقاء والمبيت في مرفق التدريب بالنادي، ولأنه مُنع من الخروج كان يضطر للركض في قبو موقف السيارات للحفاظ على لياقته.
بعد أن ظهر لأول مرة في الدوري الإيطالي في الفوز 2/0 على أودينيزي في 2 فبراير، جلس على مقاعد البدلاء في المباريات الثلاث التالية قبل التوقف.
كان إريكسن أكبر صفقة تعاقد مع إنتر في يناير، حيث اعتُبر قدومه بقيمة 20 مليون يورو من توتنهام بمثابة إضافة قوية لفريق كان مليئًا بالطاقة ولكنه يفتقر إلى الإبداع والحس الإبداعي وهذا ما كان يمتلكه الدنماركي.
بعد العودة من التوقف بات إريكسن خارج حسابات كونتي تمامًا، وبات وضعه معقدًا للغاية كونه يمتلك عقدًا طويلاً في الإنتر.
من الواضح أن كونتي غير مقتنع به بدليل إشراك فيدال مباشرة في التشكيل الأساسي بمجرد وصوله من برشلونة.
عُرف لاحقًا إن كونتي آراد ضم فيدال في يناير الماضي وليس إريكسن، وهو ما يفسر سبب عدم اعتماده على لاعب توتنهام.
من الواضح أن النادي وليس كونتي هو من آراد ضم إريكسن، وهو ما جعل كونتي في نهاية الموسم يدخل في صدام مع إدارة النادي لأنه شعر أنهم تخطوه في مسألة التعاقدات وجلبوا لاعبًا ليس في حاجة له.
في الواقع عندما التقى كونتي بالمالك ستيفن زانج لإجراء محادثات المواجهة حول مستقبله الشهر الماضي، دفع من أجل أن يكون له دور أكبر في استراتيجية انتقالات الإنتر.
نحن نشهد بالفعل آثار هذا الاتفاق حيث تخلى النيرازوري عن اهتمامه بساندرو تونالي، أحد أفضل المواهب الصاعدة في كرة القدم الإيطالية، للتعاقد مع فيدال البالغ من العمر 33 عامًا، وهو لاعب فاز معه كونتي بثلاثة متتالية ألقاب للسيري آ في يوفنتوس.
صنع فيدال اسمه كأحد أفضل لاعبي الوسط في العالم خلال فترة وجوده في تورينو. يعتمد كونتي الآن على نفس الدور في سان سيرو، إما إلى جانب نيكولو باريلا ومارسيلو بروزوفيتش/ روبيرتو جاليارديني في الوسط، أو أمامهما مباشرة.
في طريقة كونتي 3/5/2 لا يبدو أن هناك مكان لإريكسن وأصبح الوضع أسوأ بقدوم فيدال.
كما أن فيدال يتمتع بمخزون بدني أفضل من إريكسن، حتى أن كونتي ألمح إلى هذا الخلل الملحوظ بعد أن حصل إريكسن على ست دقائق فقط في مباراة تورينو يوم 13 يوليو الماضي.
في النهاية أصبح إريكسن ضحية لاختلاف الاستراتيجية بين النادي والمدرب.. وبعد نهاية سوق الانتقالات فإن وضعية إريكسن ستسوء أكثر إلى يناير، وبمرور الوقت سيفقد الكثير من قيمته الفنية والسوقية، وبعد أن كان أحد أفضل صناع اللعب في أوروبا وهدفًا لأكبر أنديتها، قد يجد نفسه يهبط لمستوى أقل.. ومرة أخرى السبب كان إدارة وغياب القرار المشترك.
اقرأ أيضا
لماذا فشل ريال مدريد في ضم إريكسن.. "سيناريو بيل ومخطط بوجبا والإعجاب بالهولندي"
"وصل إلى ميلانو".. إنتر يتفوق على برشلونة رسميا في سباق ضم إريكسن