وراء كل صفقة يسيطر عليها الغموض، رجلًا أكثر غموضًا، حيث يكون هو المحرك الأساسي للصفقة، سواء بتأثيره على اللاعب نفسه أو الناديين القائمين بالصفقة نفسها.
وهنا نتحدث عن كيا جورابشيان، والذي سنخوض معه مغامرة قوية حول عالم خفي من الصفقات، العمولات المشبوهة التي دائمًا ما تسعى الجماهير لمعرفتها، للتأكيد بأن هذه الكواليس هي من تتحكم في الصفقات.
وكما هو معروف في السنوات الأخيرة، أن كرة القدم تحولت من مجرد لعبة، إلى مؤسسة اقتصادية كبيرة على مستوى العالم، والتي أصبح يتحكم فيها رجال الأعمال والأموال، حيث دائمًا ما يسعى اي نادي لإبرام صفقة جديدة، ينظر دائمًا إلى الإستفادة المادية التي ستأتي من وراء هذه الصفقة، سواء على مستوى الإعلانات أو العائدات من قيمة بيع قميص اللاعب.
وأصبح أهم العناصر في لعبة كرة القدم والتحكم في الصفقات هما وكلاء اللاعبين، والذي يكون لهم الدور الأهم والأقوى في إتمام الصفقة، فيجب أن تكون علاقة الأندية جيدة بوكيل اللاعب، الذي يسعى النادي لشراءه أو حتى للإبقاء عليه داخل صفوف النادي.
وهنا نتحدث عن كيا جورابشيان، والذي سنخوض معه مغامرة قوية حول عالم خفي من الصفقات، العمولات المشبوهة التي دائمًا ما تسعى الجماهير لمعرفتها، للتأكيد بأن هذه الكواليس هي من تتحكم في الصفقات.
كيا جورابشيان هو رجل اعمال بريطاني ذو أصول إيرانية، حيث ولد في العاصمة طهران قبل أن ينتقل للعيش في المملكة المتحدة، وقام بتأسيس شركة للاستثمار الرياضي مع أحد الوكلاء المعتمدين من الاتحاد الدولي فيفا في ذلك الوقت وهو نوهان بيدرود.
وبدأت رحلة جورابشيان في الدخول إلى عالم وكلاء اللاعبين بشكل شبه رسمي، عند تأسيسه شركة للإعلام الرياضي في البرازيل، وقام بعمل توأمة مع نادي كورينثيانز البرازيلي، ومن هنا بدأ استغلال نفوذه في بريطانيا من أجل بيع بعض اللاعبين من النادي البرازيلي للأندية الإنجليزية، وهو ماحدث عند بيع الثنائي كارلوس تيفيز وخافيير ماسكيرانو إلى نادي ويست هام الإنجليزي.
وكانت أول عقبة في مشوار جورابشيان هو بيع الثنائي تيفيز وماسكيرانو إلى ويست هام، حيث أدى تحقيق رابطة الدوري الإنجليزي في الأمر إلى اكتشاف وجود طرف ثالث يتحكم في مصير اللاعبين، وهو أحد الصناديق التي تم تأسيسها في لندن وتعود ملكيتها إلى جورابشيان، والذي كان له تأثير واضح في توجيه اللاعبين إلى نادي ويست هام لوجود استفادة مادية.
وقام الاتحاد الإنجليزي وقتها بفرض عقوبة على ويست هام وصلت إلى 5.5 مليون استرليني، لأنه أخفى وجود طرف ثالث في التحكم في مصير اللاعبين، حيث يمنع القانون ذلك، ولكن هذه العقوبة لم تمنع مشاركة تيفيز وماسكيرانو مع النادي اللندني.
وانتقل ماسكيرانو إلى صفوف ليفربول في عام 2007، ليصبح أحد العناصر الأساسية تحت قيادة الإسباني رافائيل بينتيز، حتى تدخل كيا جورابشيان مرة أخرى ونصح النجم الأرجنتيني بالانتقال إلى برشلونة في عام 2010، وهو ما نفذه ماسكيرانو، وقام بالضغط على إدارة ليفربول وتقدم بطلب رسمي بالرحيل.
وهو نفس الأمر الذي حدث مع تيفيز نفسه، الذي كان سببًا في انتقاله إلى مانشستر يونايتد في 2007، وبعد عودته استطاع كيا أن يقنع مسئولي مانشستر سيتي بالتعاقد معه، ومنه إلى يوفنتوس وبوكا جونيور، ثم الدوري الصيني عن طريق شينجهاي شينهوا، ثم العودة لبوكا جونيور مرة أخرى.
وفي كل انتقال من هذه كان يحصل كيا جورابشيان على عمولته من الصفقة، والتي تعد من أعلى النسب التي يحصل عليها وكيل أعمال في العالم.
عاد جورابشيان لظهور أسمه بقوة في شهر يناير الماضي، عندما كان هو المحرك الأساسي لانتقال كوتينيو إلى برشلونة، على الرغم من أنه وكيل اللاعب، إلا أن العديد من التقارير أشارت إلى وجود مشاريع قوية بين جورابشيان وبارتوميو رئيس برشلونة، وكان له مفعول السحر بعدم استسلام برشلونة في الصفقة بعد رفض العرض في الصيف الماضي، والعودة مرة أخرى في يناير لإتمام الصفقة بما يقارب الـ 145 مليون يورو تقريبًا.
جواريشيان لم تتوقف الشبهات حول صفقاته عند كوتينيو فقط، بل أيضًا هو وكيل اللاعب البرازيلي باولينيو، الذي انتقل إلى صفوف برشلونة قادمًا من جوانجزو الصيني في الصيف الماضي بـ 40 مليون يورو، ليشارك لموسم واحد مع برشلونة ثم يعود مرة أخرى إلى النادي الصيني اليوم على سبيل الإعارة مع أحقية الشراء بـ 50 مليون يورو، ليثير العديد من علامات الاستفهام حول الصفقة و وجود العديد من الإتهامات بعملية غسيل للأموال في صفقة باولينيو، وأيضًا اتهامات لبارتوميو بأنه يمتلك مشاريع في الصين وحاول تسهيلها بالتعاقد مع باولينيو مع الشركة المالكة للنادي.
قصة أخرى غامضة لكيا جورابشيان، حيث يعد هو وكيل البرتغالي جواو ماريو، والذي انتقل إلى إنتر ميلان الإيطالي في عام 2016 بعد بطولة يورو، وعلى الرغم بأنه لم يقدم المستوى الكبير إلا أن قيمة انتقاله كانت كبيرة والتي وصلت إلى 40 مليون يورو تقريبًا، ولم يشارك كثيرًا أو حتى قدم أداء ملفت للنظر في الدقائق القليلة التي شارك بها، لينتقل بعدها على سبيل الإعارة لويست هام أيضًا، واصبح الآن مصيره مجهول تقريبًا بعد انخفاض مستواه.
يكفي أن نقول بأن كيا جورابشيان هو وكيل البرازيلي ويليان لاعب تشيلسي، والتي ربطته تقارير أيضًا بالانتقال إلى برشلونة في الصيف الحالي بمبلغ يتراوح ما بين 60 إلى 80 مليون يورو، فهل يحضر جورابشيان لاستفادة مادية أخرى بالتعاون مع بارتوميو في الأيام المقبلة.
في النهاية يجب أن نوضح بأن كيا جورابشيان هو وكيل العديد من اللاعبين في أمريكا الجنوبية، وإذا تتبعنا خطوات انتقالهم سنجد الكثير من الأمور الغامضة مثل، روبينيو وراميريس، وديفيد لويز وماركينيوس، وأليكس تيكسيرا، وأوسكار، وأخيرًا الفرنسي باكايوكو.
يمكن أن ننهي تقريرنا بكلمات فيليبو مانشيني نجل المدرب روبرتو مانشيني، والذي قال عند رحيل والده عن تدريب إنتر ميلان في عام 2016 بأن جواربشيان والملاك الصينين مع إيرك توهير هم السبب في تدمير إنتر ميلان:" كيا جورابشيان وبعض وكلاء اللاعبين هم وراء هذا النادي، والدي غادر النادي محبطًا لأنه لم يجد شخص يخبره كيف تسير الأمور داخل النادي."
اقرأ أيضا
عيش المونديال| مدرب فرنسا يؤكد انه لم يطلب هنري في الطاقم الفني
عيش المونديال| سكولز: تأثير جوارديولا السبب فيما وصلت إليه إنجلترا