الأبطال الخارقون، العديد من القصص والروايات التي عيشنا معها في السنوات الماضية، التي تجعلنا مفتونين بها وأحيانًا نستلهم منها بعض القوى الخارقة التي تساعدنا على الاستمرار في الحياة.
وعلى الرغم من أننا نؤمن بأن هذه القصص مجرد خيال مؤلف ولا توجد على أرض الواقع، ولكن ماذا إذا تواجد في حياتنا شخص يمتلك قوة خارقة وقادر على تحقيق المعجزات في هذا الزمان، شخص يجعلك تشعر بأنه يمثل الشخصية الخارقة التي طالما حلمت بها، ولكن في الحياة الواقعية، وليست مجرد صور في كتاب أو لقطات تعرض على شاشات السينما.
في الحلقات التالية سنقوم برصد أبرز اللاعبين الذين حولوا قصص الأبطال الخارقين من الخيال إلى واقع في حياتنا، ولكن يجب الإشارة أننا في هذه الحلقات سنسلط الضوء على جوانب أخرى في حياة أبطال الواقع الخارقين (اللاعبون)، وبين أبطال الخيال العلمي، حيث سيكون تركيزنا على تشابه القصص التي قام بتأليفها الكتاب، وبين تحقيق هذه القصص في الواقع الذي نعيش فيه، مثل تشابه بداية البطل الخارق وكيف حصل على قوته، وتشابه بداية اللاعب الذي نتحدث عنه في كل حلقة.
في الحلقة الأولى سيكون بطلنا الخارق هو ليونيل ميسي، وكيف تشابهت قصته مع بطل الكتب المصورة شازام:
البداية والطفولة:
بيلي باتسون هو أحد الأطفال الذي فقد عائلته منذ الصغر، وبالتالي تم تبنيه من أكثر من عائلة على مدار السنوات، حتى استقر عند احدى العائلات والذين حرصوا على تربيته بشكل سليم، بالإضافة إلى الحرص على تعليمه بشكل مناسب كأنه واحد من العائلة.
كان بيلي باتسون يعتبر من أضعف الاطفال في المدرسة، وكان يتعرض للكثير من المضايقات من الأطفال الأخرى على الرغم أنه كان من أفضل الشخصيات من المدرسة، ولكن ضعف جسمه وعدم تمكنه من الدفاع عن نفسه في الكثير من المواقف، جعله محط سخرية الأطفال الأخرى، والتعرض للضرب بشكل دائم طوال تواجده في المدرسة.
من جهة أخرى إذا انتقلنا إلى الأرجنتين وتحديدًا في مدينة روساريو التي تعاني من الفقر، نلحظ بشدة ظهور أحد الاطفال الذي يتمكنون من مداعبة الكرة بشكل مبهر وملفت للأنظار في نادي نيولز أولد بويز، ويدعى ليونيل ميسي.
ومع مرور الايام تبين ظهرت بعض الأمور الغريبة على هذا الطفل، وهو أن اقارنه من نفس عمره تبدأ أجسامهم في النمو ويزدادوا طولًا، ولكن هو يبقى جسده كما هو منذ سنوات، ولا يوجد تغيير، على الرغم من موهبته الفذة بالمقارنة مع الآخرين، ولكنه يفشل في الدخول بالالتحامات مثل اللاعبين الآخرين.
---------------------------------------------
الساحر الذي غير مجرى التاريخ:
في أحد الأيام التي يتعرض فيها باتسون إلى المضايقات المستمرة من أقارنه، قرر المواجهة هذه المرة وعدم الخوف، وعندما قام بضرب أحد هؤلاء المشاغبين هرب بسرعة قبل أن يتمكن الآخرون من اللحاق به، وعندما اختبأ في أحد عربات مترو الأنفاق، وجد نفسه فجأة أمام أحد الأشخاص الذي غير حياته فيما بعد.
قام هذا الشخص بتعريف نفسه على بيلي باتسون، معلنًا أنه أحد السحرة ويدعى شازام " SHAZAM" ويراقب بيلي منذ فترة، وقرر أن يقوم بمساعدة باستخدام قدرته على منح القوة لهذا الطفل الصغير، ولكن وضع شرط مهم وهو يجب على بيلي أن يقوم باستخدام هذه القوة في الخير فقط ومساعدة الضعفاء، وهو ما وافق عليه الطفل الصغير.
و أوضح الساحر، أن بيلي كلما شعر بأنه بحاجة إلى هذه القوة، عليه أن ينطق كلمة " SHAZAM" وسيتحول إلى بطل خارق يتمكن من مساعدة الضعفاء.
وبالعودة إلى الأرجنتين، نجد أن الفريق الطبي لنادي نيولز أولد بويز قام باللجوء إلى مساعدة أحد الأطباء المتواجدين في مدينة روساريو، ويدعى ديجو شوارزستين من أجل مشاهدة هذا الطفل ومعرفة سبب عدم نموه بشكل طبيعي مثل باقي أقرانه، وهل يعاني من مشاكل في النمو، أم أنه سيكون فقط أحد الأجسام القليلة.
شوارزستين اكتشف معاناة ميسي من نقص في هرمونات النمو، وبالتالي يجب خضوعه للعلاج في أقرب وقت، ولكن هذا العلاج سيتكلف الكثير من المال بالإضافة إلى القيام به على ثلاث مراحل، ومع البدء في العلاج وتخطي أول مرحلتين، تعرضت الأرجنتين لأزمة اقتصادية قوية، أجبرت النادي عن التوقف لتقديم المساعدة لعلاج ميسي، بالإضافة إلى استهلاك القوى المادية لعائلة اللاعب.
حاول والد ميسي أن يعرضه على نادي ريفر بلايت، و وافق النادي العريق على قبول اللاعب في فرق الناشئين، ولكن النادي عاد ورفض دفع مقابل علاج ميسي، لارتفاع التكلفة، بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية في البلاد.
وهنا ظهر شوارزستين مرة أخرى وسيكون ساحر هذه القصة، بعد الانتهاء من دراسة احدى شهادات الطب في كاتالونيا بإسبانيا، تواصل مع بعض المسئولين في برشلونة وعرض عليهم ميسي، و وافق النادي الإسباني على التعاقد مع اللاعب الصغير في الحجم الكبير في الموهبة، وأيضًا الموافقة على تحمل تكلفة المرحلة الثالثة والأخيرة من علاج ميسي.
---------------------------------------------
القوة الخارقة:
وبنهاية القصة أصبح الطفل بيلي باتسون يمتلك قوة خارقة يتمكن من خلالها الدفاع ليس فقط عن نفسه، ولكن عن الضعفاء والفقراء في البلاد، والتصدي لقوى الشر التي تحاول دائمًا أن تحدث الضرر والسيطرة على العالم، ونشر شرورهم في البلاد.
كل ما على باتسون أن يقول الكلمة السحرية شازام "SHAZAM" من أجل أن يتحول من الطفل الصغير الضعيف إلى بطل خارق، يستطيع أن يدافع عن نفسه وعن غيره، ولكن ما هي القوة الخارقة التي يتمتع بها شازام؟
لا يمكن الجزم بتحديد القوة الخارقة التي يتمتع بها هذا البطل الخارق، ولكن يمتلك قوة عضلية كبيرة، بالإضافة إلى تمكنه من الطيران والتصدي للضربات القوية من الأعداء، وهو ما يجعله يمتلك العديد من القوى الخارقة التي تساعده في التصدي للأشرار.
وأخيرًا بالانتقال إلى ميسي، بعد تلقي العلاج اللازم من نادي برشلونة، وتقديم المساعدة اللازمة له، كل ما عليه هو استخدام موهبته فقط، وأصبح بعد ذلك هو واحد من أساطير لعبة كرة القدم، ومن القلائل الذين قاموا بكتابة تاريخ جديد في اللعبة، ولكن ما هي القوة الخارقة التي يتمتع بها ليونيل ميسي؟
لا يمكن تحديد القوة الخارقة التي يتمتع بها ميسي، ولكنه يمتلك مهارة المراوغة من أكثر من لاعب في نفس الوقت، يمتلك السرعة اللازمة لتخطي أي خصم، ولديه القدرة على الدخول في الالتحامات بقوة واللعب بالرأس وتسديد الضربات الثابتة.
كل هذه القوى جعلت من ميسي الفارس الأول الذي يقوم بالدفاع عن شعار برشلونة أمام الأعداء، وقيادة النادي الإسباني لحمل العديد من الألقاب في السنوات الأخيرة، كان لميسي الفضل الأول لها.
بالتالي إذا نظرنا إلى قصة ميسي وشازام، سنجد أنها متقاربة جدًا في بداية ونشأة كلًا منهم، والمعاناة التي تعرضوا لها في صغرهم، وظهور ساحر تمكن من تغيير مجرى حياتهما، وجعلهما أحد الأبطال الخارقين في الواقع والخيال.
اقرأ أيضا
هل اقترب الرحيل؟.. صورة تثير الجدل حول مستقبل ديمبلي مع برشلونة