موسم تلو الأخر، ولا صوت يعلو فوق صرخات المعلقين نحو أهداف صاروخ ماديرا، البرتغالي كريستيانو رونالدو، أو الأرجنتيني الأفضل في التاريخ، ليونيل ميسي، في كل مباراة يلعبها أحدهما، وبكل مواجهة يتواجدان بها.
مسيرة للنجمان، حافلة بالأهداف، الألقاب والأرقام القياسية، أشعلت المقارنة بينهما طوال الوقت، على مدار أكثر من 10 مواسم كروية، ولكن أقترب كليها من الوصول إلى نهاية هذا المشوار الاستثنائي في عالم كرة القدم.
بحث هيستيري من رونالدو عن الأموال والإنجازات أفقده الكثير من بريقه:
سعي كريستيانو رونالدو وراء تحقيق الألقاب الفردية، ووضع اسمه دائمًا كأعلى اللاعبين راتبًا وقيمة، جعله يضل الطريق في مسيرته الكروية، بين رحلة محبطة في إيطاليا مع يوفنتوس لم ينجح خلالها في الوفاء بوعده لجماهير السيدة العجوز بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا.
ورحل كريستيانو عن ريال مدريد في أعقاب خلاف مع فلورنتينو بيريز رئيس النادي الإسباني، بشأن عقده الجديد مع الفريق، والقيمة المالية التي يسعى للحصول عليها، هيأت له انقالًا مفاجئًا ليوفنتوس بقيمة انتقال وصلت لـ 80 مليون يورو.
قيمة الانتقال التي لم تأتي وراء تقييم مسبق لرونالدو، بينما أتت بشكل متعجل لمنح الدون تذكرة هروب سريعة من ريال مدريد، ليلعب البرتغالي 3 موسم في إيطاليا أخذت من بريقه من ما أخذت بسبب الفشل الأوروبي المتكرر وهبوط في الأداء بسبب عامل التقدم في السن.
رونالدو أيامه الأخيرة في يوفنتوس كانت ضبابية، دفعته للتفاوض مع غريم مانشستر يونايتد، أزرق المدينة مانشستر سيتي، الأمر الذي جعله داخل دائرة الانتقاد حتى مع انتقاله في نهاية المطاف إلى مانشستر يونايتد.
بحث رونالدو عن لقب أو اثنين في نهاية مسيرته، كلفه الكثير على مستوى المشوار الكروي، ويبدو للبعض أن الفوز بكرة ذهبية أخرى لم يستحق ذلك العناء الذي تذوقه البرتغالي.
ميسي ونهاية مفجعة في برشلونة:
فطر الأرجنتيني ليونيل ميسي، قلوب عشاق النادي الكتالوني، بعدما رحل في بداية هذا الموسم لباريس سان جيرمان، الغريم الأوروبي الأبرز للنادي الكتالوني، خلال السنوات الأخيرة، ووضع العشاق في حيرة من أمرهم بعدما قضى سنوات طويلة داخل قلعة الكامب نو.
رحيل ميسي كان خلفه دوافع كروية وأخرى مالية، جعلته يتمسك بحلم الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، بل ويذهب معه لغريم البارسا اللدود، إضافة إلى تعثر المفاوضات المادية مع في نهاية المطاف.
اعتبرت جماهير برشلونة أن ميسي في عمر الـ 34، بإمكانه التخلي أخيرًا عن أحلامه في السيطرة على جوائز اللعبة، وتقبل كل ماحققه في مسيرته والتي لن يزيده شيئًا بالفوز بلقب آخر.
ليونيل ميسي كان بإمكانه إنهاء مسيرته في برشلونة بشكل اعتيادي، والحفاظ على كل ما حققه مع النادي الكتالوني، والوفاء بوعوده كحال الإيطالي فرانشيسكو توتي، الذي لم يتخلى قط عن قميص روما رغم كل الفرص التي اتيحت له.
مسيرة نجمين، أخذت منحنى درامي مع اقتراب نهايته، واتفقا سويًا خلال تلك المحطة الأخيرة على البحث عن المجد الشخصي فقط، دون الالتفات لألوان القمصان أو الشعارات والجماهير، كرة القدم بالنسبة لميسي أصبحت ميسي أما لرونالدو فهي تهمس في أذنيه باسمه فقط.
اقرأ أيضا