تحليل| لوبيتيجي والتعلم من أخطاء البدايات و"لغز إيسكو" للفوز على جيرونا

تاريخ النشر: 27/08/2018
673
منذ 6 سنوات
تحليل| لوبيتيجي والتعلم من أخطاء البدايات و"لغز إيسكو" للفوز على جيرونا

في بداية كل تجربة، يتحتم على الشخص الذي يقوم بالتجربة أن يتعم من أخطاء من سبقوه في هذه المهمة، والتعلم من أخطاءه هو شخصيًا مبكرًا من أجل تحقيق نتائج إيجابية حتى ولو طفيفة، يستطيع من خلالها وضع الأسس التي تجعل من تجربته شيئًا ناجحًا في المستقبل.

وهو ما ينطبق على لوبيتيجي مدرب ريال مدريد في مباراة جيرونا الأخيرة، والتي تمكن من خلالها النادي الملكي من تحول تأخره بهدف نظيف إلى الفوز برباعية مهمة، تعطي الفريق دفعة معنوية كبيرة أمام فريق تمكن من إسقاط ريال مدريد في الموسم الماضي على نفس الملعب، وفي وجود أسماء قوية مثل كريستيانو رونالدو زين الدين زيدان.

استطاع لوبيتيجي أن يتعلم من أخطاء الماضي ليرسم بداية مهمة لريال مدريد، وتحقيق فوز تلو الآخر في أول جولتين من الدوري الإسباني، يزيد من ثقة اللاعبين في أنفسهم وفي المدرب، في مرحلة ما بعد رونالدو وزيدان.

المقصود هنا من أخطاء الماضي، ليست أخطاء زيدان وحده في الموسم الماضي، ولكنها التركيز الاكبر على أخطاء لوبيتيجي نفسه سواء في المباريات التحضيرية للموسم، أو مباراة السوبر الأوروبي أمام أتلتيكو مدريد، ومن بعدها مباراة خيتافي في الدوري.

من خلال متابعة لوبيتيجي مع المنتخب الإسباني فهناك عنصر أساسي مقتنع به المدرب الإسباني وسيكون حاضرًا لأكبر قدر ممكن من الدقائق، وهو إيسكو، والذي صرح مسبقًا في الموسم الماضي، أنه يشعر بالراحة في منتخب إسبانيا مع لوبيتيجي عن ريال مدريد تحت قيادة زيدان، ومع اقتناع لوبو بإيسكو، أصبح هو العنصر الأساسي في تشكيلة النادي الملكي سواء في التحضيرات أو المباريات الرسمية حتى الآن.

وانخفض مستوى إيسكو بشكل ملحوظ مع بداية الموسم، ولكن المدرب الإسباني يصر على تواجد اللاعب لأطول فترة ممكنة كما أشرنا، حتى أن لوبيتيجي يقوم ببعض التغيرات غير المفهومة والتي تضر الفريق من أجل الحفاظ على إيسكو، على سبيل المثال في مباراة السوبر الأوروبي أمام أتلتيكو مدريد، كان إيسكو في التشكيل الأساسي مع كروس وكاسيميرو في وسط الملعب، وتواجد اسينسيو وبيل وبنزيما في الهجوم.

وكان اللاعبان المسئولان عن فتح الملعب على الأطراف هما اسينسيو وبيل، مع حرية الحركة لإيسكو في وسط الملعب، وتبادل الأدوار في بعض الأحيان بين بنزيما واسينسيو وبيل، في التواجد داخل منطقة الجزاء، ورغم انخفاض مستوى إيسكو ورغبة لوبيتيجي بالتدخل بالتغيرات، كانت الأولوية بالنسبة له هو خروج اسينسيو ونزول لاعب وسط آخر وهو مودريتش، وهو ما كان له آثر سلبي على ريـال مدريد بوجود عدد كبير من اللاعبين في وسط الملعب وهو ما يتسبب في زحمة، وتواجد بيل فقط على الأطراف.

ريال مدريد ظهر في الفترة مابين خروج اسينسيو ونزول فاسكيز في الأشواط الإضافية بعد ذلك، تائهًا تمامًا، وعاد مرة أخرى للسيطرة النسبية (بعيدًا عن الاهداف) على المباراة، وفتح الملعب والمساحات على الأطراف مرة أخرى.

لوبيتيجي تدارك الموقف قليلًا في مباراة خيتافي، وكان إيسكو هو أول الخارجين من الملعب، ونزل بدلًا منه كاسيميرو، مع الحفاظ على اسينسيو وبيل، وهو ما حدث أيضًا في مباراة جيرونا، وكان إيسكو أول المغادرين ودخل بدلًا منه مودريتش، ليسيطر ريـال مدريد على وسط الملعب بوجود الثلاثي المتفاهم لوكا وكروس وكاسيميرو.

وهو الشيء الذي يحسب للمدرب الإسباني، بأنه فهم تواجد لوكا مع إيسكو وكروس (سواء بوجود كاسيميرو او عدمه) سيتسبب بزحمة غير مبررة للفريق في وسط الملعب، وفي حالة غياب كاسيميرو، يصبح وسط الملعب سهل السيطرة عليه من الفريق الخصم.

النقطة الثانية الواضحة بشكل كبير، أن لوبيتيجي من الممكن ألا يعتمد على الثلاثي لوكا مودريتش وكروس وكاسيميرو بشكل أساسي، لأنه كما أشرنا هناك عناصر مقتنع بها المدرب بشكل كبير في بداية المباريات، وهم إيسكو اسينسيو، ومع وجود بيل وبنزيما، أصبح مجبر على تواجد اثنين فقط من ثلاثي وسط الملعب، وفي الأغلب سيكون الخيار لكاسيميرو الذي يؤمن الدفاع، مع توني كروس.

ويجب الإشارة هنا إلى أن العديد من التقارير الصحفية سواء من "ماركا" أو "آس" أكدوا في بداية الموسم، أن لوبيتيجي لن يعتمد على مودريتش بشكل أساسي حتى لا يستهلكه بدنيًا في بداية الموسم لعامل العمر، كما انه يريد إعطاء فرصة أكبر لسيبايوس.

ولكن فهم لوبيتجي للنقطة الأولى وهو عدم وجود إيسكو بالضرورة في الملعب حتى لو انخفض مستواه، يجعلنا نتفهم بأن المدرب الجديد سيدرك جيدًا أهمية مودريتش في الملعب، وإعطاءه أكثر من نصف ساعة في المباراة الواحدة مهما كان الخصم، حيث أنه بمثابة المايسترو الذي يقود وسط الملعب، ويتحكم في رتم اللعب، خاصة في ظل انخفاض مستوى إيسكو غير المبرر.

في النهاية يجب الإشارة إلى أن تجربة لوبيتيجي معرضة للنجاح أو الفشل كما هو الحال مع اي تجربة، والخروج من عباءة زيدان الناجحة وفرض أسلوبه وأفكاره على الفريق، لن يكون بالأمر السهل، ويحتاج للوقت والعديد من التجارب في المباريات من أجل الاستقرار على الشكل الأمثل للفريق الذي سيستكمل باقي الموسم والمنافسة على البطولات.

اقرأ أيضا

راموس يواصل كتابة التاريخ رغم عقدة جيرونا لدفاع ريال مدريد

جيرونا يفتح أبواب التاريخ أمام جاريث بيل برقم خرافي

حمل تطبيق سعودي الآن

التعليقات